المشكلة ليست الفساد فقط.

المشكلة ليست الفساد فقط.. حزب الله يخوض مواجهة حاسمة

  • المشكلة ليست الفساد فقط.. حزب الله يخوض مواجهة حاسمة

اخرى قبل 5 سنة

المشكلة ليست الفساد فقط.. حزب الله يخوض مواجهة حاسمة

كتب طوني عيسى في "الجمهورية": يبدو واضحاً أنّ عمق المشكلة ليس في الفساد فقط. لو لم تكن هناك تداعيات سياسية، بل استراتيجية، للحرب على الفساد لربما كانت المعادلة مختلفة. فـ"حزب الله" يربط بين أحداث لبنان والعراق وسوريا واليمن، ويقول إنّ الحرب على الفساد هي عنوان لاستهداف "الحزب" نفسه، لا أكثر.

 

ليست مشكلة حزب الله في مطالب التغيير التي يرفعها الحراك الشعبي. وأساساً معروف عن "الحزب" أنّه أكثر الساعين إلى إحداث تغيير في النظام، لكن المشكلة أنّ المطروح اليوم لا يناسبه، لا في التوقيت ولا المضمون.

 

يحرص "الحزب" على إظهار أنّه الأبعد عن التلوّث الذي يضرب مؤسسات الدولة. وحتى معادلة الحكم القائمة حالياً، أي صفقة 2016، قامت على مقايضة بين طرفين:

 

الأول هو حزب الله الذي يكون له القرار في الأمن والسياسة الخارجية، والثاني هو "الآخرون"- أي القوى المحلية النافذة، مسيحية وشيعية وسنّية، الذين لا يتعاطون في اختصاص "الحزب"، مقابل السماح لهم بتقاسم الحصص والمغانم داخل المؤسسات، بدءاً بالوزارات وانتهاء بالمصالح والأجهزة والمرافق العامة.

 

وهذا التوزُّع داخل المعادلة أبقى "الحزب" في منأى عن شبهة الفساد، وحافظ على صورته كمقاوم ضد إسرائيل، فيما ينشغل الآخرون بالدفاع عن أنفسهم ضد اتهامات جدّية بارتكاب أنواع مختلفة من الفساد وتجاوز القوانين. وفي غالب الأحيان، لا يستطيعون إثبات براءتهم منها.

 

عندما يخرج المنتفضون في الشارع ويطالبون بإنهاء الفساد، ويطالبون بإسقاط التركيبة الملوَّثة بالفساد، فإنّهم عملياً يطالبون بإسقاط التركيبة التي يعقد "الحزب" معها صفقة السلطة. وإذا سقطت، يصبح هو أيضاً أمام استحقاق بناء السلطة في لبنان. وبالنسبة إليه، هذا استحقاق سياسي شديد الدقَّة، خصوصاً في هذه المرحلة.

 

فالنهج الذي تتبعه الحكومة الحالية ينسجم تماماً مع "حزب الله" والمحور الإقليمي الذي ينتمي إليه. ولذلك، تعرّض الرئيس سعد الحريري لضغوط شديدة في فترات مختلفة، لثنيه عن هذا النهج، لكنه ما بدّل تبديلاً لأسباب معروفة.

 

ولذلك، يستشرس "الحزب" في دفاعه عن شركائه جميعاً، "ظالمين كانوا أم مظلومين". وعلى الأرجح، هو مُحرَج جداً في هذه المهمَّة لأنه منذ سنوات لا يتلكأ عن كشف التقارير والوقائع البالغة الخطورة عن الفساد داخل وزاراتٍ أو مصالح عامة أو مرافق يتولاها الشركاء وجماعاتهم.

 

وفي "معارك الفساد" داخل مجلس الوزراء، تحالف "الحزب" مع القوات اللبنانية أحياناً. ولذلك، يبدو صعباً عليه الدفاع عن هؤلاء الشركاء ضد شبابٍ يرفعون في الشارع مطالب بمحاسبة الفاسدين وبناء دولة نظيفة. وهذا مطلب لا يختلفون عليه حتى مع جمهور «الحزب».

 

لذلك، إنّ حزب الله محشور بالصفقة التي عقدها في 2016، وبـ"ملهاة الحصص" التي تركها للآخرين كي يتفرّغ هو لمهماته الاستراتيجية. وهو "مرغَمٌ لا بطل" على حماية التركيبة التي تؤمِّن له تغطيات داخلية وخارجية يحتاج إليها.

 

طبعاً، يجدر التذكير بأنّ واشنطن وقوى دولية تعتبر العقوبات على حزب الله في لبنان جزءاً من السعي إلى تحقيق الشفافية وضرب الفساد، خصوصاً المالي. وهي تتجّه إلى وضع لبنان الرسمي كله في جريرة "الحزب"، إذا استمرّ في نهجه الحالي. ومن هنا يمكن إدراك لماذا يسارع الخليجيون إلى نجدة لبنان بالمليارات الموعودة، هذه المرّة.

 

 

التعليقات على خبر: المشكلة ليست الفساد فقط.. حزب الله يخوض مواجهة حاسمة

حمل التطبيق الأن